
حلّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي السبت في السعودية لحضور القمة العربية-الإسلامية الاستثنائية حول غزة، في زيارة هي الأولى له منذ اتفاق تقارب بين البلدين أنهى قطيعة سبع سنوات. وتستضيف الرياض قمة مشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي مخصصة لبحث الوضع في القطاع الفلسطيني المحاصر، الذي يتعرض لقصف إسرائيلي عنيف منذ ما يزيد على شهر أدى لمقتل أكثر من 11 ألف شخص حسب وزارة الصحة في غزة.
نشرت في: 11/11/2023 – 02:15
5 دقائق
وصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي السبت إلى السعودية للمشاركة في القمة العربية والإسلامية التي ستتناول الوضع في غزة، في أول زيارة له إلى المملكة منذ توصل البلدين في مارس/آذار إلى اتفاق تقارب أنهى قطيعة سبع سنوات.
وفي ظل مساع عربية لوقف التصعيد بين حركة حماس وإسرائيل، تستضيف الرياض قمة غير العادية لبحث تطورات الأوضاع في القطاع الفلسطيني المحاصر. وكان من المقرر أن تستضيف السعودية قمتين غير عاديتين، هما قمة منظمة التعاون الإسلامي وقمة جامعة الدول العربية.
وذكر بيان للخارجية السعودية أن القمة تأتي “استجابة للظروف الاستثنائية التي تشهدها غزة”. وأضافت الوزارة: “يأتي ذلك استشعارا من قادة جميع الدول لأهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موحد يعبر عن الإرادة العربية الإسلامية المشتركة بشأن ما تشهده غزة والأراضي الفلسطينية من تطورات خطيرة وغير مسبوقة”. وذكر البيان أن هذا القرار اتخذ بعد تشاور المملكة مع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
ودعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الجمعة إلى وقف الحرب في غزة، وهو موقف انعكس صداه لاحقا في إعلان صدر بعد قمة مع زعماء أفارقة في الرياض. وقال خلال القمة الأفريقية السعودية التي أقيمت الجمعة في الرياض “ندين ما يشهده قطاع غزة من اعتداء عسكري واستهداف المدنيين واستمرار انتهاكات سلطة الاحتلال الإسرائيلية للقانون الدولي
والإنساني”.
الزيارة الأولى للرئيس الإيراني إلى السعودية
سيكون حضور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي المتوقع لقمة الرياض، أول رحلة له إلى السعودية منذ توصلت الدولتان الإقليميتان الكبيرتان في الشرق الأوسط إلى اتفاق تقارب في آذار/مارس، بوساطة صينية، أنهى قطيعة استمرت سبع سنوات.
ووصل رئيسي السبت إلى السعودية لحضور القمة حسبما أفادت وسائل إعلام رسمية، في أول زيارة له إلى السعودية منذ توصل البلدين في مارس/آذار إلى اتفاق تقارب أنهى قطيعة استمرت سبع سنوات. وقبيل مغادرته طهران نحو الرياض السبت، قال رئيسي إن “آلة الحرب في غزة تعود للولايات المتحدة”. وتابع أنّ “الولايات المتحدة منعت وقف إطلاق النار في غزة وتوسع نطاق الحرب”.
وأظهرت مشاهد بثتها قناة “الإخبارية” الرسمية رئيسي يحيي مسؤولين سعوديين بعد نزوله من الطائرة واضعا كوفية فلسطينية. وهذه الزيارة الأولى لرئيس إيراني للمملكة الخليجية منذ زيارة الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد لحضور قمة لمنظمة التعاون الإسلامي أيضا في أغسطس/آب 2012.
وقطعت الرياض علاقاتها مع طهران عام 2016 بعد هجوم شنّه متظاهرون إيرانيون على سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد احتجاجا على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر. لكن البلدين اتفقا على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما بعد قطيعة أنهاها اتفاق مفاجئ تم التوصل إليه بوساطة صينية في 10 مارس/آذار. ومنذ يونيو/حزيران أعاد البلدان بالفعل فتح سفارتيهما وتبادلا السفراء.
ودعمت إيران والسعودية لسنين معسكرات متنافسة في اليمن وسوريا ولبنان. لكنّ حدة التوتر تراجعت كثيرا بين البلدين منذ الإعلان عن تطبيع علاقاتهما. وتدعم إيران حماس وكذلك حزب الله والحوثيين ما يضعها في قلب المخاوف من احتمال توسع الحرب لتشمل دولا أخرى.
وقالت كيم غطاس، مؤلفة كتاب عن الخصومة الإيرانية السعودية، أمام حلقة نقاش نظمها معهد دول الخليج العربية في واشنطن الأسبوع الماضي، إن “السعوديين يأملون في أن يمنحهم عدم تطبيعهم العلاقات (مع إسرائيل) بعد، ووجود قناة تواصل مع الإيرانيين، بعض الحماية”. وتابعت: “أظن أن الإيرانيين يأملون في أن يوفّر لهم تواصلهم مع السعوديين والحفاظ على تلك القناة، بعض الحماية أيضا”.
إظهار “كيفية التحرك العربي على الساحة الدولية”
وأدى تفجر الحرب الجديدة في غزة إلى اشتعال مواجهات يومية عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن إطلاق “صواريخ بالستية” على جنوب إسرائيل.
وتهدف الجامعة العربية إلى إظهار “كيفية التحرك العربي على الساحة الدولية لوقف العدوان ودعم فلسطين وشعبها وإدانة الاحتلال الإسرائيلي ومحاسبته على جرائمه”، حسبما قال الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي الخميس.
لكن حركة الجهاد الإسلامية المسلحة الفلسطينية قالت إنها “لا تتوقع شيئا” من الاجتماع، منتقدة القادة العرب على التأخر في عقد الاجتماع الطارئ. وقال أمينها العام محمد الهندي في مؤتمر صحافي في بيروت: “نحن في فلسطين لا نعلق أي أمل على مثل هذه اللقاءات التي خبرنا نتيجتها في سنوات طويلة”. وتابع “عندما يعقد هذا المؤتمر بعد 35 يوما، فهذا ينبهنا بمخرجات هذه المؤتمر. فلا وزن للعرب اليوم في المعادلة الدولية”.
وترفض إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة حتى الآن مطالب وقف إطلاق النار، وهو موقف يتوقع أن يكون موضع انتقادات شديدة خلال قمة السبت.
وأدت حملة القصف العنيف والهجوم البري الإسرائيلي منذ الهجوم الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلى مقتل أكثر من 11078 شخصا بينهم أكثر من 4506 أطفال، حسب آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس الجمعة.
فرانس24/أ ف ب/ رويترز